أحمد مصطفى حسانين.. صوت أدبي وفكري صاعد من الأقصر إلى سماء الأدب العربي
في قلب صعيد مصر، وتحديدًا من مركز الطود بمحافظة الأقصر، وُلد الكاتب والمفكر والروائي أحمد مصطفى حسانين في 28 أكتوبر 1994، ليبدأ رحلة فكرية وأدبية تستحق التوقف عندها. رحلة امتزجت فيها الأصالة بالمعاصرة، حيث كانت البداية في الكُتّاب مع حفظ القرآن الكريم كاملًا في سن صغيرة على يد الشيخ عبد الحي سلطان أحمد رضوان، لتتشكل البذرة الأولى لوجدان معرفي وروحي عميق.
النشأة والتعليم
أتمّ أحمد حسانين دراسته الجامعية في كلية الآداب – قسم التاريخ عام 2017، ثم حصل على الدبلومة التربوية بتقدير عام "جيد جدًا" في 2018. ولشغفه بالبحث والمعرفة، التحق بمرحلة التمهيدي ماجستير في التاريخ الإسلامي، غير أنّه اكتفى بالسنة التمهيدية، لينطلق بعدها في مسار آخر: مسار الأدب والفكر، حيث وجد صوته الحقيقي.
النشاط الجامعي
لم يقتصر حضور أحمد حسانين في الجامعة على القاعات الدراسية، بل كان له نشاط طلابي بارز؛ إذ شغل منصب مسؤول العلاقات العامة لأسرة "بنكمل بعض"، كما تولّى منصب مسؤول لجنة الجوالة المركزية باتحاد طلاب الجامعة. وفي عام 2015، حصل على لقب الطالب المثالي على مستوى الجامعة، ليعكس ذلك توازنه بين التفوق الأكاديمي والأنشطة الطلابية والاجتماعية.
المسيرة الأدبية والفكرية
بدأ أحمد مصطفى حسانين مسيرته الأدبية بنشر مقالات تحمل الطابع الإنساني والفكري في عدة صحف ومجلات، أبرزها مجلة "أوراق مبعثرة" الورقية. لكن الانطلاقة الحقيقية كانت في عام 2021، حين صدرت أعماله الأولى التي لفتت الأنظار:
كتاب "البحث عن فضيلة" (2021 – دار الفنار): مجموعة مقالات أدبية تحمل رسائل إنسانية وأخلاقية.
كتاب "حوار مع ملك الموت" (2023 – دار الفنار): نصوص فكرية وأدبية تمزج بين الفلسفة والتأمل في المصير الإنساني.
رواية "اجتماع إبليس الأخير" (2023 – دار الأحمد): عمل روائي جريء يناقش الشر الإنساني من زوايا متعددة.
وفي عام 2025، صدر له أحدث أعماله الروائية "الفزع في أعين البرتقال" عن دار بصمة كاتب، والتي تم توثيقها عبر منصة Storytel العالمية، لتفتح له آفاقًا جديدة في عالم السرد العربي. الرواية جاءت تضامنًا مع القضية الفلسطينية، وركزت على مآسي غزة من قتل وتشريد، مما أكسبها بعدًا إنسانيًا مؤثرًا.
مشروعه التاريخي القادم
لا يكتفي أحمد مصطفى حسانين بالأدب وحده، بل يعود إلى تخصصه الأكاديمي ليقدّم مشروعًا فكريًا وتاريخيًا مهمًا: كتاب "لحظات فارقة في التاريخ الإسلامي"، وهو عمل فريد يسلّط الضوء على المحطات التاريخية المؤثرة التي شكّلت مسار الحضارة الإسلامية. ومن المنتظر أن يُعرض هذا الكتاب في معرض القاهرة الدولي للكتاب، ليضيف لبنة جديدة في مشروعه الثقافي.
الحضور الثقافي والاجتماعي
إلى جانب نشاطه الأدبي والفكري، يُعد أحمد حسانين عضوًا فاعلًا في الوسط الثقافي والاجتماعي؛ فهو عضو نادي أدب الطود، كما يشغل منصب عضو مجلس إدارة بمركز شباب المهيدات، حيث يسهم في دعم الأنشطة الشبابية والثقافية داخل مجتمعه المحلي.
رؤية ورسالة
يمتاز أحمد مصطفى حسانين بكونه كاتبًا يحمل رسالة، فلا يكتب لمجرد النشر، بل ليترك أثرًا في الوعي الجمعي، وليفتح نوافذ للتفكير في قضايا الإنسان، والمجتمع، والتاريخ. وهو يرى أن الأدب والفكر ليسا ترفًا، بل أداة للتغيير والتنوير.
خاتمة
من الأقصر إلى القاهرة، ومن صفحات المقالات إلى معارض الكتب، ومن دفتي الرواية إلى مؤلفات الفكر والتاريخ، يواصل أحمد مصطفى حسانين شقّ طريقه بخطى ثابتة. إنه نموذج للكاتب الشاب الذي جمع بين العلم والأدب، الماضي والحاضر، الواقع والحلم، ليصوغ لنفسه مكانة خاصة في المشهد الثقافي العربي.

