صدى البلد نيوز

مآساة فيصل عندما تتحول الحاجه للامان الى موت محقق"



✍️بقلم د.مروة الليثي#دليلك الطمأنينة 

قضية فيصل.. صرخة من رحم التفكك الأسري

في قلب حي فيصل بالجيزة، اهتزت مصر على وقع جريمة لا تُصدق.. أم وثلاثة أطفال قُتلوا بدم بارد على يد رجل كان من المفترض أن يكون مأمنهم، لا قاتلهم.

جريمة تقطع نياط القلب، لكنها في الحقيقة ليست مجرد حادثة قتل.. إنها نتيجة تفكك أسري دام سنوات، خرجت منه هذه المأساة كصرخة متأخرة في وجه مجتمعٍ فقد تماسكه الأسري والأخلاقي.

💔 مأساة بدأت من بيتٍ مهزوم

التحقيقات كشفت أن الجاني كانت تربطه علاقة عاطفية بالأم بعد انفصالها عن زوجها، لتبدأ فصول التعلق المريض، والاحتياج، والخذلان.. كلها نتاج لسنوات من العجز الأسري، وغياب الاحتواء، وافتقاد الأمان العاطفي.

حين ينهار البيت، لا يخرج منه سوى أشخاص يبحثون عن دفءٍ في أماكن خاطئة، عن حبٍ بأي ثمن، حتى لو كان الثمن حياتهم.

⚖️ حين يتحول الاحتياج إلى جريمة

العلاقة التي بدأت بعاطفة انتهت بسمّ في العصير.. الأم تموت على يد من أحبّت، والأطفال الأبرياء يُسقَون السم ذاته، في أبشع صورة من صور فقدان الإنسانية.

لكن لو نظرنا أعمق من الحدث، سنرى أن هذه الجريمة لم تبدأ حين وُضع السم في الكوب، بل بدأت يوم فقدت هذه الأسرة الأمان داخل بيتها.

🧠 التفكك الأسري.. القاتل الصامت

وراء كل حادثة مشابهة، يقف بيتٌ ممزق:

أب غائب جسديًا أو عاطفيًا.

أم محطمة تبحث عن سند بأي طريقة.

أطفال يعيشون الخوف بدل الحب، والبرد بدل الحنان.

كل يوم نرى في العيادات النفسية نتائج هذا التفكك: بنات يفتقدن الشعور بالقيمة، أولاد يهربون للمخدرات، وزوجات يتحولن إلى ضحايا التعلق المرضي أو العنف.

التفكك الأسري ليس مشكلة اجتماعية فقط، بل وباء نفسي ينتج عنه مجرمين وضحايا في آنٍ واحد.

🕯️ رسالة إلى كل أبٍ وأم:

لا تستهينوا بالشرخ الصغير الذي يحدث بينكم.. فكل صمت، وكل إهانة، وكل تجاهل، هو لبنة في بناء الانهيار القادم.

احتووا أبناءكم قبل أن يحتويهم الشارع.

افتحوا حوارًا قبل أن يفتحوا باب الهروب.

اغرسوا الأمان قبل أن يبحثوا عنه في حضنٍ غريب.

🕊️ كلمة أخيرة:

جريمة فيصل ليست مجرد مأساة أسرية، بل تحذير قاسٍ لمجتمعٍ فقد إنسانيته في زحمة الانشغال والمشاكل.

ربما لا نستطيع إنقاذ من رحلوا، لكننا نستطيع إنقاذ آلاف مثلهم إن بدأنا من بيتنا.. من الكلمة الطيبة، من الإصغاء، من الحب.

فحين يُرمم البيت، يهدأ الشارع.

أحدث أقدم
صدى البلد نيوز
صدى البلد نيوز