مدرسة استوديو الممثل للفنان محمد صبحي هي عنواني .. يقول الفنان محمد السيسي.. من حلم إلى حقيقة: بين يدي أستاذي ومعلمي محمد صبحي
لطالما كان الفن بالنسبة لي حلماً يراودني، حلماً بأن أقف يوماً على خشبة المسرح، لأقدم عملاً فنياً يلامس قلوب الناس ويترك فيهم أثراً. ولكن، لم يكن هذا الحلم مجرد رغبة عابرة، بل كان له شكل وصورة واضحة؛ أن يكون ذلك الحلم بين يدي فنان ومبدع بحجم وقيمة الأستاذ محمد صبحي.
كانت مدرسة محمد صبحي في الفن، التي تطل علينا عبر أعماله المسرحية والتلفزيونية، هي البوصلة التي وجهتني. لم تكن مجرد عروض فنية، بل كانت دروساً في الالتزام، والمسؤولية، وقيمة الفن الذي يحمل رسالة. كنت أرى فيه الأستاذ الذي لا يكتفي بتقديم الترفيه، بل يقدم فناً هادفاً، يدعو للتفكير، ويحترم عقل المشاهد.
أكثر من مجرد مدرسة.. هي عائلة
عندما أصبحت جزءاً من هذه المدرسة، لم أجدها كما تخيلتها فقط، بل وجدت ما هو أعمق وأجمل. لم تكن مجرد مدرسة لتعليم التمثيل، بل كانت عائلة فنية حقيقية. الأستاذ صبحي لم يكن أستاذاً فقط، بل كان أباً روحياً، يوجه، وينصح، ويغرس فينا المبادئ قبل الموهبة. تعلمنا منه أن الفن هو رسالة وأخلاق قبل أن يكون مجرد أداء.
كل لحظة قضيتها في بروفات مسرحه، كانت درساً لا يُنسى. تعلمت منه الدقة المتناهية، والالتزام بالوقت، واحترام كل تفصيلة في العمل. لقد أدركت أن العهد الذي يقطعه الفنان على نفسه تجاه جمهوره هو أغلى ما يملك، وهذا العهد تعلمته في مدرسته.
حلم يتحول إلى واقع ملموس
اليوم، بعد أن تحقق الحلم، وأصبحت جزءاً من هذه العائلة الفنية الكبيرة، أقف بفخر لأقول إن انتمائي لمدرسة الأستاذ محمد صبحي ليس مجرد شهادة فنية، بل هو شهادة ميلاد فنية حقيقية، تؤكد أن الفن يمكن أن يكون وسيلة للتغيير، وأن الموهبة وحدها لا تكفي بدون الالتزام والرؤية.
إني أدين بالفضل لهذا المعلم الكبير الذي لم يكتفِ بتعليمي كيف أقف على خشبة المسرح، بل علمني كيف أكون إنساناً وفناناً يحترم نفسه وجمهوره. هذا المقال ليس إلا جزءاً بسيطاً من الامتنان الذي أحمله في قلبي، وعهد مني بأن أكون دائماً خير سفير لمدرسته وأخلاقياتها.