الاحتلال يواصل عدوانه الدموي على المدنيين في قطاع غزة ويستهدف خيام النازحين ومراكز الإيواء في مختلف أنحاء القطاع
غزة – الثلاثاء 17 يونيو 2025
في جريمة جديدة تُضاف إلى سجل الجرائم الدامية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة، أفاد مصدر طبي في مجمع ناصر الطبي بارتقاء أكثر من 60 شهيدًا وإصابة 200 آخرين جراء استهداف مباشر من قوات الاحتلال لآلاف المدنيين الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون مساعدات غذائية شرق مدينة خان يونس جنوبي القطاع، وتحديدًا في منطقة التحلية.
ووفقًا للمصدر، فإن القصف طال جموع المدنيين العزل الذين تجمّعوا بحثًا عن لقمة عيش وسط الحصار والجوع، ما أدى إلى مجزرة مروعة وسط مشاهد مأساوية من الدماء والأشلاء. وأضاف أن معظم الإصابات خطرة، في وقت تعاني فيه المنظومة الصحية من انهيار شبه تام.
استهداف متواصل للنازحين واللاجئين
لم تقتصر مجازر اليوم على شرق خان يونس؛ فقد استهدفت طائرات الاحتلال خيمة للنازحين في منطقة المواصي قرب المستشفى الكويتي غرب خان يونس، ما أسفر عن استشهاد خمسة مواطنين بينهم ثلاثة أطفال، بالإضافة إلى عدد من الجرحى.
وفي دير البلح وسط القطاع، قصفت قوات الاحتلال مدرسة "الصلاح" التي تؤوي نازحين، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى، فيما لا تزال طواقم الإسعاف تحاول الوصول إلى المكان وسط قصف متواصل وتعذر الإخلاء الآمن.
أما في مخيم النصيرات، فشهدت المنطقة غارات إسرائيلية استهدفت خيام ومراكز إيواء، بالإضافة إلى منزل عائلة أبو شكيان ومحيط منطقة بلوك "C"، ما أدى إلى استشهاد مواطن وإصابة آخرين بجروح.
قصف مكثف شرق غزة وجباليا
وفي شرق مدينة غزة، تواصلت الهجمات الجوية والمدفعية على حي الشجاعية وأحياء سكنية أخرى، حيث استهدفت المنازل بشكل مباشر، ما خلف دمارًا واسعًا وسقوط شهداء وجرحى. كما استهدف القصف صباح اليوم مناطق متفرقة في شرق جباليا وبلدة جباليا البلد شمال القطاع، مما أسفر عن إصابات متعددة وشهداء، وسط مشهد إنساني بالغ القسوة.
حصيلة متصاعدة للمجازر بحق طالبي المساعدات
وكانت وزارة الصحة في غزة قد أعلنت، أمس الاثنين، أن عدد الشهداء من طالبي المساعدات منذ 27 مايو الماضي بلغ 338 شهيدًا و2831 مصابًا، نتيجة الاستهداف المتكرر لطوابير الانتظار عند نقاط توزيع الغذاء في مناطق عدة داخل القطاع المنكوب.
أوضاع إنسانية كارثية
يأتي هذا التصعيد في وقت يعيش فيه سكان قطاع غزة أوضاعًا إنسانية كارثية، مع تفاقم نقص الغذاء والدواء وغياب الأمان، وسط استمرار الحصار والتدمير المنهجي للبنية التحتية، وتكدّس آلاف العائلات في مراكز الإيواء والخيام التي لم تعد توفر أدنى مقومات الحياة أو الحماية.
وتتواصل النداءات الدولية لوقف العدوان على المدنيين في قطاع غزة، لكن دون أي استجابة حقيقية من قبل الاحتلال أو ضغط دولي فعّال، في مشهد يُعيد إلى الأذهان مأساة إنسانية مفتوحة لا تعرف نهاية.