محمود محمد حسن.. من حلم الملاعب إلى صناعة النجوم في المنيا
في عالم كرة القدم، لا يُولد النجاح صدفة، بل يُصنع بالإصرار والعزيمة.
من قلب محافظة المنيا، يسطع اسم محمود محمد حسن محمد، المولود في 26 يوليو 2004، كأحد النماذج الشابة التي جمعت بين الشغف بالمستطيل الأخضر والطموح الكبير لصناعة مستقبل واعد في مجال كرة القدم.
بدأ محمود رحلته مع الساحرة المستديرة منذ طفولته، متنقلًا بين الأكاديميات والأندية المختلفة، حتى التحق بأكاديمية نادي المقاولون العرب، حيث صقل مهاراته وتعلم أساسيات اللعبة على يد مدربين محترفين.
لكن حلمه بالانضمام للفريق الرئيسي في القاهرة تعثر حين تم إخباره بضرورة السفر لاختبارات النادي هناك، غير أن الفرصة ضاعت بعدما أُبلِغ أن الأكاديمية في المنيا لا يمكنها ترشيح أي لاعب، بسبب وجود مستحقات مالية غير مسددة للنادي الأم.
ورغم هذه العقبة، لم يتوقف طموح محمود. فخلال دراسته الجامعية في كلية التربية الرياضية – جامعة المنيا، عاد بقوة إلى الملاعب في الفرقة الأولى والثانية، وقرر خوض تجربة جديدة بالانضمام إلى فترة معايشة داخل النادي الأهلي المصري.
كان مستعدًا لتحمل تكاليف فترة المعايشة كاملة (من A إلى Z) على نفقته الخاصة، لكن التجربة لم تكتمل بعدما واجه كلمات محبطة مثل "هات واسطة وتعالى" و*"إنت سنك كبير"*. إلا أن هذه العبارات لم تُضعف عزيمته، بل كانت دافعًا لبداية طريق جديد.
انضم محمود بعدها إلى نادي النصر للأدوية الرياضي، حيث قدم موسمًا ناجحًا، قبل أن يقرر تحويل شغفه إلى رسالة، فبدأ مشواره في مجال تدريب كرة القدم.
ومع تقدمه في دراسته الجامعية، حرص على تطوير نفسه علميًا، فحصل على عدد من الدورات المتخصصة منها:
الحجامة والتدليك الرياضي
إصابات الملاعب والتأهيل
الإسعافات الأولية
تحليل أداء مباريات كرة القدم
واليوم، وهو في الفرقة الثالثة بكلية التربية الرياضية – جامعة المنيا، أصبح محمود مؤسس أكاديمية "العز سبورت" لكرة القدم – فرع المنيا، إلى جانب عمله مدربًا مساعدًا في نادي المنيا الرياضي.
يسعى محمود إلى تخريج جيل جديد من اللاعبين الموهوبين، مؤمنًا بأن النجاح الحقيقي لا يأتي إلا من الالتزام، والتعب، والإيمان بالحلم مهما كانت العقبات.
قصة محمود محمد حسن هي انعكاس واضح لشعار لا يفقد بريقه أبدًا:
> "الطريق الصعب هو الذي يصنع الأبطال."

