وُلدت مايسة في 21 مارس 1989، وتبلغ من العمر 36 عامًا. هي أم لثمانية أبناء، كرّست حياتها لتربيتهم بعد أن كانت لهم الأم والأب معًا، فواجهت الحياة بصبر وقوة حتى جعلت أبناءها نموذجًا للفخر؛ إذ أصبح ابنها الأكبر ضابطًا بحريًا، وابنتها مضيفة طيران، والابنة الوسطى ممرضة بأحد المستشفيات، بينما يدرس ابنها الأصغر التمريض إلى جانب أطفالها الصغار الذين ترعاهم بحب وتفانٍ.
بدأت قصة الشيف مايسة عام 2017 حين بدأت تعدّ وجبات "لوجه الله" للفقراء والمحتاجين، ثم توسعت مبادرتها لتشمل وجبات مدرسية للأطفال ووجبات للمسافرين على الطرق تتكوّن من أرز، فراخ، عيش، سلطة، وطحينة بسعر رمزي لا يتجاوز 10 جنيهات، مساهمةً منها في تخفيف الأعباء عن الأسر محدودة الدخل.
ومع انتشار سمعتها الطيبة في القصاصين، أصبحت تقدم عروض الوجبات بعشرة جنيهات وتبيع كل ما يخص الطعام المنزلي بأسعار تناسب الجميع، حتى أصبحت محلاتها ومطاعمها "مليكة" عنوانًا للجودة والكرم.
وفي عام 2023، افتتحت مايسة "بيوتي سنتر مليكة" لتجهيز العرائس، لتؤكد أن المرأة المصرية قادرة على النجاح في أكثر من مجال، وأن الطموح لا يعرف حدودًا.
كما تحرص الشيف مايسة كل عام على تقديم مادة الإطعام الخيري طوال شهر رمضان، حيث تُعدّ الوجبات يوميًا وتوزعها على الأسر المحتاجة بنفسها، استمرارًا لمسيرتها في جبر الخواطر ومساعدة الآخرين.
وتُواصل اليوم نشاطها من خلال محلات ومطاعم "مليكة" الواقعة عند السكة الحديد بالقصاصين الجديدة، مقدمة عروض الـ10 جنيهات وتخفيضات على السكر والزيت والشاي، في مبادرة إنسانية هدفها دعم المجتمع المحلي.
قصة الشيف مايسة هي قصة أم مصرية عظيمة لم تعرف المستحيل، آمنت أن الكفاح والنية الصادقة يصنعان المعجزات، فكتبت بفخر اسمها بين قصص النجاح التي تُلهم الأجيال.
