في مقال فكري عميق بعنوان "لعنة المثالية: نداء إلى ذاتك الحقيقية للتحرر من قيد الكمال الزائف"، دعا الدكتور جميل مجاهد، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، إلى ضرورة التحرر من وهم الكمال الذي يفرضه المجتمع على الأفراد، مؤكدًا أن السعي المستمر وراء الصورة المثالية المفلترة يحرم الإنسان من عفويته وراحته النفسية.
وأوضح د. مجاهد أن الحاجة الطبيعية للقبول والإعجاب قد تتحول إلى كارثة نفسية عندما يتخلى الإنسان عن حقيقته ليعيش تحت عبء “النسخة المثالية”، مشيرًا إلى أن هذا السلوك يجعل صاحبه في حالة مراقبة ذاتية مستمرة تستهلك طاقته وتفقده التوازن الداخلي.
وأضاف أن القوة الحقيقية تكمن في قبول النقص، وليس في محاولة إخفائه، فالبشرية لا تُبنى على المثالية الزائفة، بل على التجربة والخطأ والنمو من خلال الضعف. كما حذر من أن الخوف من النقد أو الفشل يجعل الإنسان سجينًا لصورة اجتماعية مزيفة، محرومًا من التطور والإبداع.
واختتم د. جميل مجاهد مقاله بدعوة صريحة إلى التحرر من قناع الكمال المصطنع، قائلاً إن الإنسان لا يحتاج إلى أن يكون مثالياً ليكون كاملاً في وجوده، مؤكدًا أن السلام الداخلي لا يتحقق إلا عندما يتصالح الفرد مع ذاته الحقيقية بعيدًا عن أحكام الآخرين وتوقعاتهم.
