النصب باسم "أم مريم": حقيقة الاحتيال على الإنترنت تحت ستار "جلب الحبيب"
كتب: خالد البسيوني.
على الرغم من التطور التكنولوجي وسهولة الوصول إلى المعلومات، لا يزال الكثيرون يقعون ضحايا لعمليات نصب واحتيال خطيرة عبر الإنترنت. تستغل هذه الظاهرة حاجة الناس وضعفهم النفسي، وتحول آمالهم في "جلب الحبيب" أو "رد المطلقة" إلى خسائر مادية ونفسية فادحة. وتُعد شخصية تدعى أم مريم، واسمها الحقيقي رغد، أحد أبرز الأمثلة على هذا النوع من الاحتيال.
تبدأ عملية النصب عادةً من خلال صفحات "أم مريم" على منصات مثل إنستغرام أو واتساب، حيث تُقدم وعودًا بحلول سحرية للمشكلات العاطفية. تُستخدم في هذه الصفحات صور مزيفة وقصص وهمية لضحايا مزعومين "نجحت" لهم هذه الطرق. ينجذب الضحايا إلى هذه الوعود، ليتواصلوا مع "أم مريم" التي تبدأ بعدها في طلب مبالغ مالية متزايدة تحت مسميات مختلفة:
تكاليف المواد السحرية: مثل البخور النادر، والأعشاب الخاصة، والأحجار الكريمة.
أتعاب الجلسات الروحانية: التي تشمل قراءة الطالع، تحضير الجن، أو فك السحر.
نفقات السفر: لزيارة أماكن مقدسة أو جلب مواد من الخارج.
لا يقتصر الأمر على الخسائر المادية، فـ"أم مريم" تطلب أيضًا معلومات شخصية حساسة أو صورًا للضحية أو أفراد عائلتها، مما يعرضهم للابتزاز لاحقًا.
تستهدف هذه الظاهرة الفئات الأكثر ضعفًا، خاصةً النساء اللواتي يواجهن مشكلات زوجية أو المطلقات. يجدن في هذه الوعود أملًا زائفًا، لكن النتيجة غالبًا ما تكون صدمة وخسارة:
خسائر مادية: يدفع الضحايا مبالغ كبيرة دون الحصول على أي نتائج، وغالبًا ما يختفي المحتال بعد الحصول على المال.
خسائر نفسية: يعيش الضحايا حالة من القلق واليأس بعد اكتشاف عملية النصب، مما يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس وبالآخرين.
الابتزاز: تستخدم "أم مريم" المعلومات والصور التي حصلت عليها لتهديد الضحايا وابتزازهم ماديًا أو معنويًا.
يجب علينا جميعًا التحلي بالوعي والحذر لتجنب الوقوع في فخ "أم مريم" وأمثالها:
تجنب الوعود الزائفة: لا يوجد ما يسمى بـ"جلب الحبيب" أو "رد المطلقة" عن طريق السحر. تُبنى العلاقات الزوجية على الاحترام والتفاهم المتبادل.
لا تتعامل مع المجهولين: لا تقدم أي معلومات شخصية أو مالية لأشخاص لا تعرفهم عبر الإنترنت.
الجأ إلى المختصين: إذا كانت هناك مشكلات زوجية، فالحل الأمثل هو التواصل الصريح مع الشريك أو طلب المساعدة من استشاريين نفسيين أو أسرِيِّين معتمدين.
تذكر دائمًا أن النصب باسم الدين أو السحر هو جريمة، ولا يمكن للحلول الزائفة أن تبني حياة زوجية سعيدة ومستقرة.