حدث على بحر يوسف
بقلم: محمد حافظ آغا
في وثيقة مهمة تسجل تاريخًا نضاليًا عريقًا، يكتب المؤرخ والباحث التاريخي محمد حافظ آغا عن محافظة الفيوم، مستعرضًا مرحلة زمنية فاصلة في تاريخ مصر، تمتد من ثورة أحمد عرابي وحتى ثورة 1919، ومسلطًا الضوء على دور الفيوم الريادي في مقاومة الاحتلال الإنجليزي.
الفيوم من عرابي إلى 1919.. مسيرة نضال لا تنقطع
يكشف محمد حافظ آغا في كتابه عن الدور البطولي الذي لعبه أبناء الفيوم منذ اللحظة الأولى لثورة عرابي، حيث لم يترددوا في تقديم الدماء والتضحيات دفاعًا عن أرضهم وكرامتهم الوطنية. واستمر هذا النضال بعد قمع الثورة، ليأخذ أشكالًا متعددة من المقاومة الشعبية حتى توّج باندلاع ثورة 1919.
الفيوم تشعل شرارة الثورة
بحسب الوثيقة، كانت محافظة الفيوم هي الشرارة الأولى لثورة 1919، حيث انطلقت منها أولى التحركات الجماهيرية التي أشعلت روح الثورة في باقي المحافظات. وكان ميدان السواقي شاهدًا حيًا على هذه اللحظات المفصلية التي وحدت الشعب المصري بكل أطيافه: مسلمون ومسيحيون، عمال وفلاحون، أبناء القرى والمدن، في مشهد وطني عظيم جمعهم هدف واحد وهو تحرير الوطن من الاحتلال البريطاني.
نساء الفيوم.. بطولات منسية وشهادة بالدم
لم يكن نضال الفيوميين حكرًا على الرجال، بل برز دور المرأة الفيومية التي خرجت إلى الشوارع مشاركة في الثورة، وسقطت خمس شهيدات في مشهد يعكس وعي النساء السياسي وشجاعتهن في مواجهة الاستعمار.
حمد باشا الباسل.. فارس الفيوم في الثورة
يتناول الكاتب سيرة أحد أبرز رموز الفيوم الوطنية، وهو حمد باشا الباسل، الذي تولى قيادة أبناء الفيوم في ثورة 1919، وكان من أوائل من نادوا بالاستقلال وضحوا بالغالي والنفيس من أجل تحرير البلاد، رفقة زعماء آخرين كتبوا صفحات المجد في التاريخ المصري.
وثيقة لا تُقدر بثمن
الكتاب الذي يقدمه محمد حافظ آغا ليس مجرد توثيق سردي، بل هو شهادة حية على نضال شعب الفيوم، ومرجع مهم لفهم كيف ساهمت المحافظة في تغيير مجرى التاريخ المصري الحديث. إنه وثيقة تاريخية ثمينة يجب أن تُقرأ وتُدرّس للأجيال القادمة.


