قلبشو… حين تجتمع القلوب على قلب رجلٍ واحد
في قلب دلتا النيل، حيث تمتد الأرض الخضراء على مدّ البصر، وحيث تسكن الأصالة بين الحقول، تقع قرية قلبشو، قرية ليست كغيرها من القرى، بل حكاية مصرية خالصة، كتبت فصولها الأيدي الكادحة، والقلوب المؤمنة، والعقول التي لم تعرف إلا الإصرار طريقًا.
ولأنها قرية تُشبه الوطن، لا بد أن تكون صورتها انعكاسًا لما في أعماقها من حب وانتماء وعطاء. واليوم، أكثر من أي وقت مضى، نحتاج أن نجتمع، أن نمدّ أيدينا لبعضنا، وأن نكون على قلب رجلٍ واحد، نعمل معًا، ونحلم معًا، ونسير نحو غدٍ يليق بنا جميعًا
- لماذا لا نتّحد؟
إن القوّة في التجمّع، والنهضة لا تُبنى بأفرادٍ متفرّقين، بل بأرواح متّحدة تحمل الهدف ذاته، وتؤمن بذات الحلم.
في قلبشو شبابٌ طموح، وبناتٌ ملهمات، ورجالٌ أفنوا أعمارهم في خدمة الأرض والعلم، ونساءٌ يزرعن القيم قبل الطعام، ويُربين أجيالًا لا تعرف اليأس.
ما الذي يمنعنا أن نجتمع؟
أن نكوّن كيانًا مجتمعيًا يمثلنا؟
أن نلتقي في احتفالية كبرى، نُكرّم فيها أبناءنا وبناتنا ممّن رفعوا اسم قلبشو عاليًا؟
وأن نُسلّط الضوء على النماذج الناجحة التي تستحق أن تكون قدوة .
- قرية تستحق أن تُروى قصتها
قلبشو ليست اسمًا على لافتة، بل قلبٌ نابضٌ بالقصص؛
قصص الطبيب الذي نشأ بين الحقول ثم أضاء اسمه في المدن،
والمُعلّمة التي أفنت عمرها في تعليم الأجيال،
والمزارع الذي لم يعرف غير الشرف طريقًا،
والشابة التي كسرت القيود وسعت خلف حلمها فنجحت وألهمت.
إن هؤلاء، وغيرهم كثير، هم كنوز قريتنا.
فلماذا لا نعرّف أبناءنا بهم؟
لماذا لا نوثّق حكاياتهم؟
لماذا لا نصنع من قلبشو منصّة تُنير الطريق لغيرها من القرى .
- صورة تليق بنا… ونداء إلى الجميع
لقد آن الأوان أن نعيد بناء الصورة التي تُعبّر عنا.
صورة مجتمعٍ متكاتف، يُكرّم المسؤول الصادق، ويحتفي بالمعلّم المخلص، ويُشيد بالعامل الشريف، ويمنح مساحة لكل من يريد أن يُسهم في النهوض.
نحتاج أن نبني جسورًا بين الأجيال،
أن نفتح الحوار، ونتقاسم المبادرات، وندعو للمشاركة لا للفرجة،
فكلٌ منّا يستطيع أن يُقدّم شيئًا: فكرة، وقتًا، جهدًا، دعمًا، أو حتى كلمة طيبة .
- نحو بداية جديدة
فلنجعل من هذا المقال بداية، ومن هذه الكلمات بوابة لأفعالٍ صادقة.
لنؤسس مبادرة مجتمعية تحت عنوان:
“قلبشو… على قلب رجل واحد”
نُطلق منها مشروعًا سنويًا لتكريم الناجحين، وتحفيز الشباب، وتقديم المقترحات، وتجميل القرية، والعمل جنبًا إلى جنب مع أجهزة الدولة.
نريد أن يرى الآخرون ما نحن عليه حقًا:
وعيٌ متجذّر، كرامة راسخة، إرادة لا تنكسر .
دعونا نلتقي لا لنتحدّث فقط، بل لنبني.
دعونا نُكرّم بعضنا، لا مجاملة، بل لأننا نستحق.
وقبل أن نغادر هذا الطريق… دعونا نترك فيه ما يُقال عنه يومًا:
“هنا وقف أهل قلبشو صفًا واحدًا، فارتفعوا بها… وارتفعت بهم.
- بقلم يوسف الشوربجي