محمد حسن أمين الصعيدي.. الفارس الحديدي في حلبة الملاكمة

في عالم الرياضة، هناك من يدخل الساحة بتخطيط مسبق، وهناك من تكتبه الصدفة ليصبح أسطورة. وهنا تبدأ حكاية محمد حسن أمين الصعيدي، أحد أبرز الوجوه في الملاكمة المصرية، الذي شق طريقه بقبضة من حديد وعزيمة لا تعرف الانكسار.

بداية مفاجئة من عالم الكونغ فو والكيك بوكسينج

ولد محمد حسن الصعيدي على أرض الصعيد، وبدأ رحلته الرياضية عندما كان يبلغ من العمر 12 عامًا، حين دخل عالم الفنون القتالية بمحض الصدفة. وبرغم صغر سنه، أظهر براعة لافتة في رياضتي الكونغ فو والكيك بوكسينج، وحقق عدة ألقاب محلية، حتى تمكن من الفوز بأول ميدالية ذهبية له في بطولة الجمهورية عام 2005.

الانتقال إلى عالم الاحتراف

في أكتوبر من عام 2008، قرر الصعيدي أن يضع بصمته في عالم الاحتراف، ليبدأ سلسلة من النزالات المحترفة التي خاض منها 19 نزالاً، وحقق الفوز في جميعها، من بينها 15 انتصارًا بالضربة القاضية، وهو رقم يضعه ضمن نخبة المقاتلين على المستوى المحلي والإقليمي.

إنجازات قارّية وعسكرية

تدرّج محمد في البطولات، وحصل على الحزام الأصفر والبرتقالي في بطولة أفريقيا للوشو كونغ فو، قبل أن يلتحق بـنادي المؤسسة العسكرية، ليصبح أحد الأعمدة الأساسية في فريق الملاكمة بالقوات المسلحة. وهناك، أطلق عليه لقب "الفارس الرّاهن" بعد تحقيقه رقمًا قياسيًا كأصغر ملاكم يحرز لقب بطولة الجمهورية.

سبع سنوات من الهيمنة على بطولة الجمهورية

أثبت محمد حسن أنه رقم صعب في الحلبة، حين حافظ على لقب بطولة الجمهورية للملاكمة لمدة سبع سنوات متتالية، وهي فترة شهدت خلالها اللعبة صعود نجم لا يتكرر كثيرًا في ملاعب الملاكمة المصرية.

تألق دولي في بطولات البحر المتوسط والعرب

على الساحة الدولية، شارك محمد حسن في بطولة البحر المتوسط وبطولة العرب للمحترفين، ونجح في إثبات نفسه كملاكم مصري لا يستهان به، وترك بصمة قوية جعلته محط أنظار المتابعين العرب والأفارقة.

توقف اضطراري وعودة مزلزلة

مرت على محمد حسن سنوات عصيبة، حيث انقطع عن المشاركة الرياضية لمدة تجاوزت ثلاث سنوات بعد وفاة والده، وهو حدث ترك أثرًا عميقًا في نفسه. لكن في يوليو 2018، عاد إلى الحلبة وكأن القدر كتب له فصلًا جديدًا، حيث فاجأ الجميع بـهزيمته لبطل وزن 90 كجم، ليحصد من جديد لقب بطولة الجمهورية للدرجة الأولى رجال، مسجلاً رقمًا قياسيًا جديدًا يضاف إلى سجل إنجازاته المشرّفة.

ختامًا: اسم لا يُنسى في تاريخ الملاكمة

محمد حسن أمين الصعيدي ليس مجرد رياضي، بل هو قصة إلهام حقيقية، كتبت فصولها بالعرق والألم والانتصار. هو نموذج يُحتذى به لكل شاب يؤمن بأن الطريق إلى القمة يبدأ بخطوة، وأن الإصرار قادر على تحويل الصدفة إلى أسطورة.