في قلب قرية "فزارة" التابعة لمركز المحمودية بمحافظة البحيرة، وُلد مصطفى الفيومي عام 2002، ونشأ على حب القرآن الكريم وتذوق جمال الصوت وعذوبة التلاوة. لم تكن نشأته مجرد عبور تقليدي في دروب الحياة الريفية، بل كانت رحلة استثنائية نحو النور والمعرفة والإصلاح المجتمعي، قادها شاب امتلأ قلبه بالإيمان وأشرق لسانه بكلام الله.
عشق القرآن منذ الصغر
منذ نعومة أظافره، أُشرب قلب مصطفى حب القرآن، فلم يكن فقط يتلوه، بل يعيش معانيه، ويغوص في بحوره، ويتأمل آياته وكأنها حديث خاص بينه وبين ربه. التلاوة عنده ليست أداءً صوتيًا فقط، بل رسالة روحانية تحمل السكينة لكل من يسمعها. يقول بتواضع: "أنا مبشوفش نفسي مميز، الناس هي اللي شايفه، أما أنا فلا والله". عبارة تختصر فيها الكثير من صفات التواضع والبُعد عن الأضواء، في زمن كثر فيه التباهي.
خطيب منذ الإعدادية.. ورسالة مستمرة
رُزق مصطفى بموهبة الخطابة منذ أن كان في الصف الثاني الإعدادي، فوقف على منابر الجمعة ينقل صوت الحق والنصح والإرشاد بروح شاب لكنه متمكن. ويؤكد أن الخطابة لم تكن هواية عابرة، بل نعمة ربانية ومنهج حياة، حيث استمر في تطوير نفسه حتى أصبح الآن في آخر فصل دراسي بكلية أصول الدين، جامعًا بين التحصيل العلمي والخبرة الميدانية في الدعوة.
قارئ ومحفظ ومعالج.. خادم لكتاب الله
مصطفى ليس فقط قارئًا وخطيبًا، بل محفظ للقرآن الكريم، يُعلمه للأجيال الصغيرة، ويسعى لغرس معانيه في القلوب قبل العقول. كما يعمل كـ"معالج بالقرآن"، يستخدم آيات الذكر الحكيم لمساعدة من يعانون من أزمات نفسية أو روحية، واضعًا نصب عينيه مبدأ الرحمة والرأفة.
حل النزاعات بالطريقة العُرفية
لم تتوقف مسيرته عند الجانب الديني فقط، بل امتدت لمساحة أوسع من الإصلاح المجتمعي. يشارك مصطفى في حل المشكلات العائلية والاجتماعية في قريته ومحيطها بطريقة عرفية مبنية على الحكمة والعدل، مستندًا في ذلك إلى علم شرعي ومبادئ الدين القويم، مما جعله مرجعًا يُحتكم إليه في الملمات.
مستقبل واعد ونفس خاشعة
في زمن باتت فيه القيم تتعرض للاهتزاز، يظل مصطفى الفيومي نموذجًا يُحتذى لشاب مصري اختار طريق القرآن والعلم والإصلاح، دون أن يطلب شهرة أو أضواء، مكتفيًا بأن يكون سببًا في هداية الناس وخيرهم.