استشاري مكافحة آفات لـ صدى البلد نيوز: خفضنا معدلات حمى الضنك في جازان بنسبة 70% خلال 6 أشهر
أحمد البدوي: استخدمنا أحدث تقنيات الرصد والمكافحة.. والمجتمع شريك أساسي في النجاح
في حوار خاص لـ صدى البلد نيوز، كشف المهندس أحمد علي البدوي، استشاري مكافحة آفات ومدير الدعم الفني السابق بأمانة منطقة جازان، عن أبرز ما حققته الحملات الميدانية لمكافحة حمى الضنك في جنوب المملكة، مشيرًا إلى أن الدمج بين العلم الحديث والعمل الميداني المكثف أسفر عن خفض معدلات الإصابة بنسبة تجاوزت 70% خلال أقل من 6 أشهر.
دور قيادي في إدارة الحملات ومكافحة النواقل
قال المهندس أحمد البدوي:
"كنت مسؤولًا عن الإشراف الفني والتخطيط الاستراتيجي لبرامج مكافحة نواقل الأمراض، وخاصة حمى الضنك. عملي شمل تحليل البيانات الوبائية وتحديد البؤر الحرجة، مع توجيه الفرق الميدانية وتنسيق الجهود مع الجهات الحكومية لضمان تنفيذ خطط فعالة ومستدامة".
طبيعة جنوب المملكة.. تحديات بيئية ومناخية
وأشار إلى أن الجنوب يتمتع ببيئة مواتية لتكاثر البعوض، إلا أن الفريق اعتمد على منهج الإدارة المتكاملة للآفات (IPM)، والذي يشمل تعديل البيئات الحاضنة للبعوض، واستخدام تقنيات نظم المعلومات الجغرافية (GIS) لتحديد مناطق الخطورة، مع تطبيق الرش المنظم والتوعية المباشرة للمجتمع.
تقنيات متقدمة في خدمة الوقاية
وعن الأدوات العلمية المستخدمة، أوضح البدوي:
"استخدمنا تقنيات الرش الضبابي (ULV)، والمكافحة البيولوجية لليرقات ببكتيريا Bacillus thuringiensis israelensis (Bti)، إلى جانب المصائد الذكية. وبدأنا أيضًا في دراسة تقنيات حديثة مثل Wolbachia والتنبؤ الذكي بفترات الذروة والانتشار".
حملات توعية مكثفة لرفع الوعي المجتمعي
أضاف أن وعي المجتمع شكّل عنصرًا أساسيًا في نجاح الحملات، حيث تم تنظيم برامج توعية من خلال المدارس، والإعلام المحلي، والزيارات المنزلية، مؤكدًا أن:
"تحويل المواطن إلى شريك في مكافحة الأمراض هو أحد مفاتيح النجاح الأساسية".
أبرز الأخطاء الشائعة في التعامل مع نواقل الأمراض
لفت المهندس أحمد البدوي إلى أن من أكثر الأخطاء التي لاحظها في الميدان:
الاستخدام العشوائي للمبيدات
الاعتماد المفرط على المكافحة الكيميائية دون معالجة بيئية
إهمال مصادر التكاثر داخل المنازل
مشددًا على أن تصحيح هذه المفاهيم كان يتم من خلال التوجيه الفني المباشر للعاملين والمواطنين.
حملة ناجحة في جازان.. نتائج ملموسة
واختتم حديثه بالإشارة إلى أن من أبرز الحملات التي شارك في قيادتها كانت في محافظة جازان، حيث تم استخدام الخرائط التفاعلية لتوزيع الفرق الميدانية وفقًا للبيانات الوبائية.
وقال:
"أسفرت الحملة عن انخفاض واضح في معدل الإصابة بحمى الضنك بنسبة تفوق 70% خلال أقل من نصف عام، بفضل التكامل بين الجهد العلمي والعمل الميداني".
رسالة للجيل الجديد: المكافحة مسؤولية وطنية
وفي رسالته للشباب، قال المهندس أحمد البدوي:
"هذا المجال يحتاج شغفًا بالعلم وحبًا لخدمة المجتمع. مكافحة الآفات ليست وظيفة فقط، بل مسؤولية وطنية وصحية. أوصيهم بالتخصص في علوم البيئة والحشرات، ومتابعة أحدث الابتكارات العلمية، فالمستقبل يعتمد على كفاءات مؤهلة وقادرة على مواجهة التحديات".